الثلاثاء, ديسمبر 16, 2025
Habibalnazer.
الرئيسيةحوارمقابلة مع مدير مركز دراسات ثقافة البجا بجامعة البحر الأحمر

مقابلة مع مدير مركز دراسات ثقافة البجا بجامعة البحر الأحمر

حوار سعاد سوار

بورتسودان ٢٦-١٠-٢٠٢٤(سونا)

تعتبر المراكز الثقافية احد الآليات الهامة في نشر الثقافات وتحقيق التنمية الثقافية والمجتمعية والبناء الفكري والروحي للانسان، وذلك من خلال تقديمها العديد من الانشطة كالندوات والمؤتمرات والورش والأمسيات الشعرية والاهتمام بالثقافة المحلية للمجتمع المحلي.

مركز ثقافة البجا بجامعة البحر الأحمر هو مركز ثقافي يعمل على توثيق الحياة الشعبية عبر إنشاء أرشيف رقمي وبحثي لتراث البجا وجمع المأثورات.

تأسس المركز في العام ٢٠٠٦ ويتكون من عدة أقسام منها قسم اللغويات والتاريخ والدراسات الأثرية والثقافة المجتمعية..

وكالة السودان للانباء اجرت مقابلة صحفية مع مدير المركز الدكتور عثمان محمد شريف وخرجت بعدة إجابات لتلك الأسئلة التي طرحت على طاولة مكتبه بالمركز بجامعة البحر الأحمر ببورتسودان فالي مضابط المقابلة

س- بداية بطاقة شخصية لشخصكم؟

محمد عثمان شريف مدير مركز ثقافة البجا بجامعة البحر الأحمر واستاذ بكلية التربية قسم الدراسات النقدية والنقد الحديث ومهتم بشأن الثقافات خاصة ثقافة المجتمع المحلي بشرق السودان.

*: متى تم إنشاء

المركز وما هي أهدافه؟

– تم إنشاء المركز في العام ٢٠٠٦ بقرار خطة التعليم العالي للاهتمام بالثقافات المحلية لضمان وحدة الوطن ووحدة الهوية السودانية والحفاظ على التنوع الثقافي وهو مركز بحثي يهتم بثقافة المنطقة وتم اعتماده في العام ٢٠٠٧ في اجتماع مجلس أساتذة جامعة البحر الأحمر كمركز بحثي ويعامل معاملة الكليات في الجامعة وله أهداف وله اهتمامات ومخرجات و منهج وهيكل وظيفى

ومن ضمن أهدافه المحافظة على الثقافة المحلية سواء كانت ثقافة اجتماعية او فكرية او مادية او غير مادية وايضا التوثيق وصون التراث المحلي والشعر والدوبيت والغناء وغيرها من الثقافات المتعلقة بمجتمع شرق السودان وخاصة مجتمع البجا.

وللمركز عدة أقسام قسم التاريخ وقسم الثقافة والدراسات الأثرية وقسم للفلكلور وقسم التاريخ القديم بالإضافة للثقافة الإقليمية وعملنا على تحقيق هوية المركز الثقافية.

وللمركز دور منشود داخل وخارج السودان

*- مفردة البجا هي الأكثر شيوعا في مجتمع شرق السودان هل هي عدة قبائل متحدة تحت هذا المسمى لان هنالك قبائل أخرى في الشرق؟

– البجا من ضمن القبائل التي ولدت هنا بل خلقت هنا ومر المصطلح بعدة مراحل وله حدود جغرافية من جنوب مصر إلى ارتريا شرقا ومن حدود منطقة القضارف وولاية البحر الأحمر والحدود المتاخمة لحدود ولاية نهر النيل والولاية الشمالية وهناك قبائل بجاوية وعلى حسب معطيات الحياة والظروف الاقتصادية نزحت لمناطق أخرى مثل الخرطوم وسنار ومصطلح البجا اخذ عدة مراحل في التسمية الي ان استقر على مسمى البجا والمسميات جاءت لفروعها الكثيرة ومعطياتها وهي تكون النسيج المجتمعي وهناك

بجا بثقافة موروثة واخرى بمكتسبة للذين قدموا الي منطقة البجا أخذوا ثفافة من خلال الاحتكاك والتزاوج والمصاهرة وبالتواجد داخل منظقة البجا.

* حدثنا عن دور ثقافة البجا في توحيد الشعب المحلي والشعوب من حوله في السودان عامة؟

-الثقافة هي وسيلة التخاطب بين الشعوب واللغة تنقل تلك الثقافة واللغة البجاوية لها الكثير من المعطيات التي تؤكد ان اللغة توحد الشعوب وهي وعاء لشعب البحر الأحمر وتعتبر اللغة تمكين

لبناء السلام وللرجل دور كبير في نقل اللغة والثقافة كما للمرأة دور لا يقل عن دور الرجل من خلال الشعر والدوببت والغناء وهذا يؤكد ان اللغة وعاء جامع لوحدة النسيج المجتمعي من خلال بث تلك المفاهيم الايجابية ونحن كشعب بجا نعول كثيرا على ثقافة السلام ووحدة الشعوب ورتق النسيج المجتمعي من خلال مفردات لغتنا البجاوية التي نخاطب عبرها الشعب السوداني.

* هل يمكن للغة البجا ان تؤثر على اللغة الام او العربية الفصحى؟

– لا يوجد تأثير على اللغة الام مع استخدام اللغة البجاوية فالتنوع والتعدد في الثقافة ليس له تأثير على اللغة او الوحدة ولغات التعليم هي لغة التواصل بل التعدد في الثقافات واللغات يقوي اللغة الام.

ونرى ان اهتمام الدولة في رسم السياسات اللغوية خاصة اللغات المحلية يؤدي الي تقوية ووحدة الوطن ووحدة الشعوب فالدولة التي فيها رفاهية واستقرار هي الدولة التي حافظت على الثقافة

وأحيانا اللغات المحلية تمارس في إطار جغرافي ضيق فهذا لا يؤثر ويؤكد ان تعدد اللغات المحلية يقوي الدولة ويقوي الدولة الام في وحدة جمع الصف والترابط المجتمعي وتحدثت منظمة اليونسكو في هذا الجانب ومنظمة الايسسكو للعلوم والثقافة والتربية في مؤتمر ١٩٤٩ واقرت بحق الشعوب الأصيلة فاللغة المحلية مصدر قوة للدولة وليس مصدر ضعف مثال الزيارات التي كانت تدرس في مادة الجغرافيا لصديقنا منقو وزيارة منطقة محمد قول فهي اشياء تنال الرضا لان الإنسان يرى ثقافته تدرس فبنال إعجاب ورضا من الدولة.

* ما هي لغة البداويت وهل تم تجويدها لتصبح منهجا يدرس في الكليات؟

– نرى ان من خلال رسم السياسات اللغوية للدولة ليس هناك اهتمام باللغات المحلية وقمنا في مركز دراسات ثقافة البجا بكتابة لغة البجا بالتنسيق مع الايسسكو على ان تكتب بالحرف العربي المنمق والتنسيق أيضا مع جامعة أفريقيا ومعهد يوسف الخليفة بعقد عدد من الورش وهنالك مقترحا بكتابة اللغة باللاتينية ونحن رؤيتنا في المركز ان يكون حرف بجاوي بحت بناءا على المسلك التربوي ولنا سياسات مستقبلا في رسم السياسات اللغوية لمنطقة البجا وبناءا على الوحدات الصوتية الهيروغلوفبة بناءا على المذهب التربوي الاجتماعي بالاستعانة بعلماء الأصوات و بعلماء اللغة واللغويين وعلماء التقنيات التربوية او التكنلوجيا للمساعدة في الدراسة عبر المسح الاجتماعي والتربوي للمناطق ذات الشعوب الأصيلة داخل المناطق الجبلية المحضة التي لم تتأثر بالمدنية والحضر

كذلك اتصلنا بمركز خارج السودان لتطوير لغة منطقة شعب البجا وتواصلنا كذلك مع معهد إنقاذ اللغة في نيويورك وهو معهد اهلي لترجمة لغات الشعوب الأصيلة في منطقة الهنود الحمر والشعوب الأصيلة في استراليا وقمنا بترجمة الكتاب وبعض المقالات بإذن منهم

ونحن ساعين من هذه التجربة وترجمة الكتاب عبر لجنة مشرفة على عمل هذا الكتاب ليساهم في تطوير لغة شعب البجا وخاصة البداويت والكتاب لا يخص شعب البجا لكن نضعه في قالب منطقتنا ولغتنا ونعمل الان على عقد ورش وندوات بالاستعانة بعلماء اللغة والتقنيات التعليمية ونساهم في وضع منهج محلي ومن ثم تتم ترقيته عبر فترة زمنية للتطوير والتحديث الي منهج يدرس في مدارس التعليم العام والتعليم العالي ونحن في المركز لدينا هذه الخطة في الأيام المقبلة بمحاولات ومساع جادة..

وقمنا بترجمة مسودة حقوق الإنسان بلغات المجتمع المحلي وهي مسودة عامة لكن قياسا على منطقتنا ولغتنا ترجمت بلغات شرق السودان عبر الورش والتقنيات الموجودة في المنطقة بمختلف الببئات الجغرافية.

* هل توجد قواسم مشتركة بينكم في البجا ولغات أخرى مثال اللغة الكوشية؟

ج- من أراد أن يفك شفرة اللغة الكوشية او الفرعونية او الهبروغلوفية عليه أن يتعلم لغة البجا وهنالك كثير من المصطلحات ونشرنا بحوث بأدوات الزينة عبر اللغة الكوشية ونشر مقال محكم في أدوات الزينة والعادات والتقاليد مقارنة بالدولة الكوشية وهناك أوجه تشابه كثيرة بين الدولة الكوشية ورؤية شعب البجا باعتبارهم سكان اصليين بناءا على التداخل والتزاوج وبناءا على العلاقات الاقتصادية والدبلوماسبة من حلال الآثار التي وجدت على المنهج الذي يدرس في الحاضر وربطه بالماضي وفي هذا الجانب نحن نرى تشابه في الكلمات والمعاني وأشياء كثيرة و نحتاج لمزيد من الدراسة والبحث حتى نثبت هذه الفرضيات من خلال بحوث منهجية علمية اكثر فرضية وتحكيما حتى تفتح الباب أمام الباحثين.

*حدثنا عن العلاقة بين اللغة والهوية والثقافة؟

– الهوية لها تفسيرات كثيرة واللغة هي المؤشر للهوية واللغة تجسد معاني الثقافة فمحور اللغة اي كان يعد مؤشرا للثقافة والهوية وان كانت هناك تفسيرات ومدارس تختلف في الرأي لكن فرضيات المنهج العلمي من فترة زمنية واخرى تختلف بناءاً على عدة تقديرات.

 

*أثر الهجرات الاسلامية على ثقافة البجا؟

 

– يوجد أثر كبير جدا فالدولة الاسلامية عندما

جاءت لمناطق شرق السودان جاءت من خلال ما يسمى بتجارة الحدود ومن خلال التزاوج استطاعوا ان يؤثروا تأثيرا كبيرا جدا خاصة في العادات والتقاليد فشعب البجا له ما يسمى بطقوس الزواج فكانت قبل الإسلام شعوب البجا لها طقوس متعددة وعندما جاء الإسلام أثر تأثيرا كبيرا في صيغة نمطية الزواج وهناك أثر وثني وثقافي ما زال موجودا في هذا الجانب كذلك الإسلام بني المجتمع البيجاوي وان الإسلام حرم بعض القيم واخرى عدل فيها مثل وثيقة الزواج التي كانت تتم على الحجر والحيوانات والأشجار بوجود ما يسمى بالطقوس وما وراء الطبيعة وكان أيضا للمرأة الحق في الزواج وعملية الطلاق كذلك غير الإسلام في عملية التعدي على الجوار واقر إكرام الجار واكرام الضيف وان كانت موجودة قبل الإسلام لكن عندما جاء الإسلام ثبتها واقرها واصبحت من القيم البجاوية

أيضا اقر ما يسمى بالتعايش السلمي ووقف الحروبات وان كانت ثقافة الحروب لم تكن من ضمن ثقافة البجا كما أثر الإسلام على التجارة وكان المجتمع وثني لا ديني واول دين اعتنقه هو الإسلام وأثر على دبلوماسية التعامل مع العالم وايضا تغيرت صيغة العقود والمواثيق وكانت هناك اتفاقية بين البجا ودولة عبدالله بن السرج الاسلامية.

* كيف تنشرون ثقافة المركز؟

– المركز يهتم بنشر ثقافة البجا وله ثقافة مجتمعية لها فرضيات متعددة من العادات والتقاليد ونعكس الثقافة عبر الورش والدورات التدريبية والبحوث المحكمة المنشورة في المجلات داخل وخارج السودان لعكس ثقافتنا وايضا محتاجين لمعرفة ثقافة الآخرين ومن خلال الدراسة عبر البحر الأحمر في المملكة العربية السعودية واليمن وبعض دول شرق أفريقيا كالصومال وجيبوتي

كذلك وضعنا خطة لنشر بحوث المعارف التقليدية عند المجتمع

وقمنا بجمع الوثائق المهددة بالانقراض لتجسد دبلوماسية المجتمع البيجاوي المكتوبة منذ الحكم الثنائي والدولة المهدية والحكم التركي .

هذه الوثائق تم جمعها وحفظها عبر استخدام تقنيات حديثة ساعدتنا في حفظها في الوسائط ملكا لمركز دراسات ثقافة البجا بواسطة عملية الرقمنة والتوثيق لوثائف يقارب عمرها ١٠٠-٢٠٠ سنة بواسطة كوادر المركز ومنظمات المجتمع المدني ذات الصلة والعاملة في مجال الثقافة ودربنا في المركز إعدادا كبيرة جدا لعملية الرقمنة والتوثيق أيضا قمنا بتطوير لغات المجتمع المحلي بالكتاب المترجم ووضعه في قالب ثقافتنا المحلية حتى يسهم في تطوير الشعوب والحفاظ على اللغة والحفاظ على الهوية وعلى الثقافة وهنالك موقع بالمركز نبث من خلاله وان كان مقيد عبر مركز التقنيات بالجامعة كل هذا يساعد في نشر هذه الثقافة.

أيضا لدينا علاقات خارجية وتواصل مع مركز إنقاذ اللغات .

كما للمركز اتفاقيات مع معهد الدراسات الأفريقية والاسيوية ومذكرة تفاهم مع مركز أبحاث التراث بجامعة دنقلا وكلية الدراسات السودانية بجامعة عبداللطيف حمد بالولاية الشمالية ومركز تراث دارفور ووقعنا مذكرات تفاهم وورش تدريبية لعملية العمارة التقليدية ولدينا تنسيق مع وزارة الثقافة والاعلام وصون العمارة التقليدية بسنكات والعمارة التقليدية المتعددة مع مراعاة الطقوس التقليدية ومنظمة شموع بسنكات وسمد وجبيت.

وهناك تحديات تواجهنا ممثلة في التمويل ووسائل الحركة.

رسالة لكل الباحثين والذين لهم صلة بعمل المركز لدينا مادة ثقافية مقروءة ومكتوبة ومنهج علمي يعمل به المركز .

الحرب مهدد للأمن الثقافي وعدم التوثيق واستخدام التكنلوجيا أيضا يهدد الأمن الثقافي وصيتنا للقائمين على أمر الدولة وضع مناهج ثقافية التنوع والتعدد الثقافي والحفاظ والاهتمام بالثقافة أيضا نحتاج لدور الإعلام الايجابي في عكس ثقافة الشعوب والقومبات والشعوب الأصيلة خاصة منطقة شعب البجا في شرق السودان وتسليط الضوء على هذه الثقافة ومازال السودان به مادة بكر تحتاج لمزيد من البحث.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -
Habibalnazer

الأكثر شهرة

احدث التعليقات