حوار / عمر ابراهيم الأمين ضيف الحوار كان وزير سابق للصحة بولاية سنار وهو حاليآٓ يتابع مهامه كمدير عام لمستشفى سنار ميدانيآٓ إذ يمضي معظم إوقات عمله بين أرجاء أقسام المستشفى المترامية الأطراف للوقوف على سير العمل، وحتى هذا الحوار أجريناه معه في إحدى باحات المستشفى داخل مبنى شيد عام 1964م ولم نجره بمكتبه مراعاة لوقته. عندما هاجمت المليشيا المتمردة ولاية الجزيرة وشمال ولاية سنار واجتاحت قرى وحدة السكر الإدارية التابعة لمحلية سنار، توجس المواطنون خيفة من هجمات المليشيا الارهابية المتمردة وغادر معظم مواطني الأحياء المجاورة للمستشفى منازلهم حينها ظل الدكتور / محمد عزالعرب الحاج دفع الله مدير عام مستشفى سنار التعليمي مرابطآٓ يؤدي مهامه ويبث الحماس في الأطباء والكوادر الطبية على الاستمرار في أداء واجبهم تجاه المواطنين وأن يساندوا قوات الشعب المسلحة تحقيقآٓ لشعار : جيش واحد شعب واحد. وبعد خروج مستشفيات الخرطوم والجزيرة عن الخدمة زادت أهمية المستشفى. س: د. عزالعرب فلنستهل حديثنا بالهيكل الإداري ، فهل هي مستشفى أم مجموعة مستشفيات؟ ج: كانت مستشفى واحدة تضم كل الأقسام وانفصلت مستشفى النساء والولادة أولآٓ وحسب رؤيتنا ينبغي أن تتوحد وتتوسع ولا تتجزأ ويجب أن تظل موحدة مثل مستشفى سنجة، ولكن محاولات الهيمنة الادارية هي التي أدت إلى تقسيمها وخرجت كذلك مستشفى الأطفال ومستشفى جراحة وغسيل الكلى ، أما ما يعرف بالمستشفى الكبير فهو يضم بقية الأقسام كالحوادث والباطنية والجراحة والأسنان والعيون وكل بقية الاقسام ، وكما ذكرت هي محاولات للهيمنة الإدارية س-هل سبب الهيمنة هو ارتفاع الايرادات في بعض الأقسام ؟ ج: كلا فحينها كانت هذه الأقسام تقدم خدماتها بالمجان بل العكس هي كانت عبء على المستشفى في صرف المستهلكات والتسيير وغير ذلك وعلى سبيل المثال كان غسيل الكلى مجانآٓ ولاحقآٓ تم إدخال جراحة الكلى وصارت هناك إيرادات من العمليات، وكذلك الحال في النساء والتوليد ونسعى لتوحيد الأقسام من جديد لتقديم خدمة مرضية وأجور مرضية لكافة القوى العاملة من الاخصائيين وكبار الجراحين إلى صغار العاملين وهذا هو : المستشفى الذي نريد ونعني بالشعار مراعاة حق المرضى عن طريق الخدمة ااتي تنال رضا المواطن وتهيئة البيئة الصالحة للعامل وصيانة المباني وتوفير أجهزة مواكبة للتطور . س؛ تسببت هجمات المليشيا المتمردة على ولاية الجزيرة في ارهاب المواطنين عبر الإشاعات والحرب النفسية الشيء الذي تسبب في هروب المرضى وبعض المواطنين، ورصدت سونا ثبات و حضور لإدارة المستشفى وبعض الكوادر الطبية حينها حدثنا حول قبول التحدي وادارتكم للازمة حينها وخاصة ان المصابين الوافدين في حاجة ماسة للعلاج؟ ج؛ كانت الحاجة ملحة ولذلك عقدنا العزم على تحمل المسئولية والموت في سبيل الحق أفضل من الهروب وقمنا بتهيئة المستشفى لتتلقى الجرحى ومتابعة تقديم الخدمة وعملنا على تشجيع الكوادر وبالفعل تحركنا كما تحرك جيشنا حماية للوطن . وفيما بعد قامت مبادرات مجتمعية وتكونت لجان بقرارات من حكومة الولاية ومن هنا نثمن جهود وزير الصحة الذي وفر المستهلكات وكان يتابع الأداء مباشرة بنفسه. س: رفعتم عنوان :(المستشفى الذي نريد)حتى صار شعارآٓ متداولآٓ فما الذي تريدونه وهل هذا يعني أن التدهور بلغ مداه ؟ ج: استلمنا الإدارة في فترة وظروف متلاحقة ومتفاوتة توقفت فيها معظم الاقسام وبالتالي بدأنا بالدراسات والخطط . س – ما هي الأقسام التي خططتم لاضافتها ؟ ج : وضعنا دراسات وخطط وشرعنا في تأسيس جراحة الأطفال وجراحة العظام وقسم الأورام جميعها تتطلب تطور الاجهزة وكذلك أقسام القلب والرئتين. وعملنا على إضافة تطوير في قسم الاسنان وجراحة العيون . س: يضطر المرضى للسفر لإجراء فحوصات كالرنين المغنطيسي والأشعة المقطعية متى تتوفر بالمستشفى ؟ ج: اطمئن الجميع أن الأجهزة توفرت في أزمنة مختلفة وعندما كنت وزيرا للصحة بالولاية أوردنا الرنين المغنطيسي والأشعة المقطعية والآن في مستشفى سنجة تعمل بصورة جيدة لكن في سنار المشكلة تتعلق بأنظمة الكهرباء و التكلفة تفوق ٤٥ مليون جنيه لمعالجتها وتشغيلها. س: هل استفادت المستشفى من الكوادر والأطباء والاخصائيين الوافدين من ولايتي الخرطوم والجزيرة بسبب الحرب؟ ج: استفدنا من بعض الخبراء والكوادر ومن مهندسين لهم خبرات قاموا بصيانة الأجهزة والمعدات الطبية و قدموا استشارات أتت أكلها و قدموا فرص التدريب وكذلك هناك مهندسين ساهموا في معالجة الصرف الصحي، وكنا بصدد افتتاح العناية المكثفة واستجلبنا مهندسين وبعض المعدات الا أن إغلاق بعض الشركات لدى لايقاف العمل ، وسوف نعلن قريباً عن افتتاحها. س؛ ماذا عن تفاعل الجهد الشعبي والدور المجتمعي بالمستشفى ؟ ج: نعم تفاعل مواطنو سنار فهم أهل كرم ونخوة فقد قدموا للوافدين وقدموا الكثير في تكامل واضح مع الجهد الرسمي ولكننا في ظل هذه الظروف نتوقع منهم الأكثر ونناشدهم بتقديم المزيد . س: ماذا عن استدامة النظافة ؟ ج : هناك خطة متكاملة لإصحاح البيئة وضعها المدير الإداري الاستاذ احمد الإمام العوض وشاركت في تنفيذها عدة جهات عبر المبادرات ومن هنا نناشد المحلية ومياه المدن والدفاع المدني لمواصلة جهودهم المقدرة وكذلك نحتاج لمبيدات حشائش وخاصة الخريف على الابواب ونحتاج طلمبات لسحب المياه في حالة السيول. س: هل هناك رسالة ترغب في توجيهها ؟ ج: في الحقيقة مستشفى سنار سحبت البساط من المستشفيات الخاصة وتقوم باجراء العمليات وتسعى لتقديم خدماتها في مختلف التخصصات، ونشير الى أن مصنعا الاكسجين بسنجة وسنار يمدان معظم ولايات السودان بالاكسجين . ومراعاة لظروف الوافدين نحاول أن نطوع اللائحة ونخفض رسوم العمليات والخدمات رغم أن هذا يؤثر على الميزانية وللعاملين استحقاقات لابد من تلبيتها فرغم حرصهم على العمل ولكن المال هو عصب الحياة ومهم لتلبية حاجاتهم الضرورية لمواصلة هذا العمل وهو المحرك لترقية الأداء . في الختام أوجه الشكر لوكالة السودان للأنباء على اتاحتها هذه المساحة وعلى تغطياتها المستمرة .

